قوله عز وجل:{تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى}(تبارك): تفاعل، وأصل الكلمة إما من دوام الشيء وثباته، أي: تزايد خيره وتكاثر مع الدوام والثبات، ومنه البِرْكة، لدوام الماء فيها وثباته، وبرك البعير. وإما من التعالي والنماء، أي: تزايد عن كل شيء وتعالى عنه في صفاته وأفعاله. ولا تستعمل هذه اللفظة إلا لله وحده جل ذكره، ولا يستعمل إلا لفظ الماضي فقط (١). وقد مضى الكلام على {الْفُرْقَانَ} في سورة البقرة (٢).
وقوله:{عَلَى عَبْدِهِ} الجمهور على توحيد {عَبْدِهِ}، إذ المراد به رسول
(١) انظر المحرر الوجيز ١٢/ ٥. (٢) حيث وردت هذه اللفظة في الآية (٥٣) منها.