قوله عز وجل:{وَالذَّارِيَاتِ} جَرٌّ بواو القسم، وما بعدها عطف عليها، وهذه صفات حذفت موصوفاتها وأقيمت مقامها، والتقدير: والرياح الذاريات، فالسحاب الحاملات، فالفلك الجاريات، فالملائكة المقسمات.
و{ذَرْوًا}: مصدر مؤكد لقوله: {وَالذَّارِيَاتِ}، يقال ذَرَتِ الريحُ الترابَ، إذا فرقته، فهي ذارية (١)، وذاك مذروٌّ. وأذرت فهي مذرية. وقيل:{ذَرْوًا} مفعول به تسمية للمفعول بالمصدر، كَخَلْقِ اللهِ، وضَرْبِ الأميرِ، أي: والذاريات مَذْروًّا، أي: ترابًا مذروًا، والأول أشهر وعليه الأكثر.
و{وِقْرًا}: مفعول الحاملات، والجمهور على كسر الواو، والوِقْرُ بالكسر: الحِمْل، وهو المطر هنا، وقرئ:(وَقْرًا) بفتحها (٢)، على تسمية المحمول بالمصدر، أو على إيقاعه موقع حملًا، فيكون مصدرًا مؤكدًا
(١) في (ب): ذارة. (٢) كذا هذه القراءة بدون نسبة في الكشاف ٤/ ٢٦. والبحر المحيط ٨/ ١٣٣. والدر المصون ١٠/ ٣٩.