قوله عزَّ وجلَّ:{تَنْزِيلُ الْكِتَابِ} القُرَّاء على رفعه، وفيه وجهان، أحدهما: مبتدأ والظرف خبره وهو {مِنَ اللَّهِ}. والثاني: خبر مبتدأ محذوف، أي: هذا تنزيل الكتاب، والظرف على هذا يحتمل أوجهًا: أن يكون من صلة الخبر. وأن يكون خبرًا بعد خبر. وأن يكون خبر مبتدأ محذوف، أي: هذا من الله، وأن يكون حالًا إما من التنزيل والعامل فيها ما في هذا من معنى الفعل، وإما من الكتاب والعامل فيها التنزيل، كأنه قيل: نُزِّل الكتابُ من الله، أي: كائنًا منه.
ويجوز في الكلام نصبه (١) على إضمار فعل، أي: اقرأ أو ألزم، أو ما أشبه هذا.
وقوله:{فَاعْبُدِ اللَّهَ مُخْلِصًا} على الحال من المنوي في {فَاعْبُدِ}، و {الدِّينَ} منصوب به، أعني: بمخلص، {ولَهُ} من صلة مخلص. وعن الفراء:(له الدينُ) بالرفع على الاستئناف (٢)، والوجه النصب، لأنك إذا
(١) بل هي قراءة لعيسى بن عمر، وإبراهيم بن أبي عبلة. انظر مختصر الشواذ/ ١٣١/. والمحرر الوجيز ١٤/ ٥٧. والبحر المحيط ٧/ ٤١٤. (٢) معانيه ٢/ ٤١٤.