قوله عز وجل: {وَالْكِتَابِ الْمُبِينِ (٢)} الواو للقسم، وهو بدل من الباء، والمعنى: أقسم بالكتاب المبين، وهو القرآن.
وقوله:{إِنَّا جَعَلْنَاهُ} جواب القسم، هذا على قول من لم يجعل {حم} قَسَمًا، ومن جعل {حم} قسمًا كان قوله: {وَالْكِتَابِ الْمُبِينِ (٢)} عطفًا عليه.
وقوله:{قُرْآنًا} مفعول ثان، والجعل هنا بيعنى التصيير أو التسمية، لا بمعنى الخلق و {قُرْآنًا} حال كما زعم بعضهم (١).
وقوله:{وَإِنَّهُ} عطف على قوله: {إِنَّا جَعَلْنَاهُ} وداخل في القسم، والضمير للقرآن، وقيل: لعلم الساعة، وقيل: لعمل بني آدم (٢)، والوجه هو الأول وعليه الجمهور.
وخبر (إنَّ) قوله: {لَعَلِيٌّ}، و {فِي أُمِّ الْكِتَابِ}: من صلة الخبر،
(١) هو الزمخشري ٣/ ٤١١. وانظر أيضًا رد أبي حيان ٨/ ٥ عليه. (٢) قاله ابن جريج كما في النكت والعيون ٥/ ٢١٥.