أحدهما: بمعنى (قد)، كما تقول لصاحبك: هل أعطيتك، تقرر معه بأنك قد أعطيته، وحكى صاحب الكتاب رحمه الله:{هَلْ} بمعنى (قد)(١).
والثاني: على بابها، جيء بها على جهة التقرير، قلت: التقرير إنما يكون بما قد كان، فيعود إلى معنى (قد)(٢).
وقوله:{لَمْ يَكُنْ شَيْئًا مَذْكُورًا} يجوز أن تكون في موضع نصب على الحال من {الْإِنْسَانِ}، أي: أتى عليه زمان من الأزمنة غير مذكور من البشر، إنما كان طينًا مصورًا، وأن تكون في موضع رفع على أنها صفة أخرى لـ {حِينٌ}، أي: لم يكن شيئًا مذكورًا فيه، كقوله:{يَوْمًا لَا تَجْزِي نَفْسٌ عَنْ نَفْسٍ شَيْئًا}(٣).
وقوله:{مِنْ نُطْفَةٍ أَمْشَاجٍ}(أمشاج) صفة لـ {نُطْفَةٍ}، وهو جَمْعٌ
(١) الكتاب ٤/ ٣٩٥ - ٣٩٧. (٢) انظر في (هل) أيضًا مشكل مكي ٢/ ٤٣٤. والبيان ٢/ ٤٨٠. (٣) سورة البقرة، الآية: ٤٨.