قوله عز وجل:{لَا أُقْسِمُ} قرئ: بإثبات ألف بعد اللام (١)، وفيها أوجه:
أحدها: صلة كالتي في قوله: {مَا مَنَعَكَ أَلَّا تَسْجُدَ}(٢)، وجاز وقوعها في أول السورة، وهي لا تزاد في أول الكلام لأن القرآن متصل بعضه ببعض، فهو في حكم كلام واحد.
والثاني: نفي لكلامٍ ورد له قبل القسم، وهو إنكارهم البعث، والمعنى: لا كما يزعمون أنه لا بعث، ثم قال جل ذكره: أقسم بيوم القيامة. والدليل عليه قوله:{بَلَى قَادِرِينَ}.
والثالث: نفي للقسم بها كما نُفِيَ القسمُ بالنفس، وهذا ليس بشيء، بشهادة قراءة من قرأ:(لأقسم) بلا ألف (٣)، على أن اللام لام القسم،
(١) هذه قراءة العشرة غير ابن كثير. (٢) سورة الأعراف، الآية: ١٢. (٣) هذه قراءة ابن كثير كما سوف يقول المؤلف رحمه اللهُ. وهي من رواية قنبل، والقواس عنه. انظر السبعة/ ٦٦١/. والحجة ٦/ ٣٤٣. والمبسوط/ ٤٥٣/. والتذكرة ٢/ ٦٠٥. والنشر ٢/ ٢٨٢.