قوله عز وجل:{سَبَّحَ لِلَّهِ}، الزمخشري: جاء في بعض الفواتح {سَبَّحَ} على لفظ الماضي، وفي بعضها على لفظ المضارع (١)، وكل واحد منهما معناه: أن مِن شأن ما أسند إليه التسبيح أن يسبحه، وذلك هجيراه وديدنه، وقد عُدِّيَ هذا الفعل باللام تارة، وبنفسه أخرى في قوله:{وَتُسَبِّحُوهُ}(٢)، وأصله التعدي بنفسه، لأن معنى سبحته: بعدته عن السوء، منقول من سَبَحَ، إذا ذَهَبَ وبَعُدَ، فاللام لا تخلو إما أن تكون مثل اللام في نصحته ونصحت له، وإما أن يراد بـ {سَبَّحَ لِلَّهِ} أحدث التسبيح لأجل الله ولوجهه خالصًا (٣).
وقوله:{مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ} أي: ما في السموات وما في الأرض، فحذفت (ما) وهي نكرة موصوفة عند أهل البصرة، وقامت الصفة
(١) أي (يسبح) كأول "الجمعة" و "التغابن". (٢) سورة الفتح، الآية: ٩ (٣) انتهى كلام الزمخشري في الكشاف ٤/ ٦٣.