قوله عز وجل:{لَا أُقْسِمُ بِهَذَا الْبَلَدِ} القول في (لا) هنا كالقول في التي في أول "القيامة"(١)، وقيل: هي نافية، والمعنى لا أقسم بهذا البلد بعد خروجك منه (٢). وقيل: لا أقسم به وأنت فيه، بل أقسم بك (٣).
وقوله:{وَأَنْتَ حِلٌّ} الواو للحال عند الأكثر، وقال بعضهم {وَأَنْتَ حِلٌّ} في معنى الاستقبال، محتجًا بأن السورة مكية، وأين الهجرة عند وقت نزولها؟ فما بال الفتح؟ (٤) و {حِلٌّ} مصدر بمعنى الفاعل إن جعلته بمعنى الحالّ، كالسقط بمعنى الساقط، وإن جعلته بمعنى الحلال كان على تقدير: ذو حل.
(١) يعني أن تكون زائدة، أو بمعنى ألا، أو رَدٌّ لكلام سابق. (٢) كونها نفيًا للقسم بالبلد، ذكره ابن عطية ١٦/ ٣٠٣ عن بعض المتأولين. وذكر القرطبي ٢٠/ ٦٠ هذا المعنى عن مكي. قلت: ليس هو في موضعه من المشكل، والله أعلم. (٣) انظر هذا القول في التبيان ٢/ ١٢٨٨ أيضًا. (٤) لأنه ورد أن هذه السورة نزلت عام الفتح. انظر الكشاف ٤/ ٢١٢. والمحرر ١٦/ ٣٠٣.