قد ذَكَرْتُ في سورة البقرة عند قوله:{وَأَوْفُوا بِعَهْدِي} أنه يقال: وَفَى بكذا، وأَوْفَى وَوَفَّى بمعنى واحد، وأن أصله: أَوْفِيُوا (١).
والعقود: العهود، والعقد: العهد المُوثَقُ، وهو مصدر بمعنى المفعول، أي: المعقود.
قوله عز وجل:{أُحِلَّتْ لَكُمْ بَهِيمَةُ الْأَنْعَامِ إِلَّا مَا يُتْلَى عَلَيْكُمْ} أضيفت البهيمة إلى الأنعام للبيان، ليعلم بالإِضافة أن جميع البهيمة لم تدخل في التحليل، لأن البهيمة تشتمل على الأنعام وغيرها.
والبهيمة: كل حيّ لا يميز، عن أبي إسحاق (٢)؛ لأنها أبهمت عن الفهم والتمييز، وقيل: لأنها أُبْهِمَ عليها النطقُ (٣).
والبهيمة: تقع على كل ذي أربع من دواب البر والبحر، وجمعها: البهائم.
والأنعام: الإِبل والبقر والغنم، وهي الأزواج الثمانية، وهذه الإِضافة
(١) انظر إعراب الآية (٤٠) من البقرة. (٢) انظر معانيه ٢/ ١٤١. (٣) انظر المحرر الوجيز ٥/ ٩.