قوله تعالى:{الم}، موضع {الم} يَحتمِل أن يكون رفعًا بإضمار مبتدأ (١)، أو نصبًا بإضمار فِعلٍ (٢)، أو على تقدير القسم به وإيصال الفعل إليه بعد إسقاط الجار، بدلالة قول ابن عباس رضي الله عنهما: أقسم الله سبحانه بهذه الحروف (٣). وعلى ذلك بيت الكتاب:
أي: ألا رُبَّ مَنْ قلبي له ناصحٌ بالله، فحذف الجار وأوصل الناصب إلى الاسم فنصبه به.
أو جرًّا بإضمار الباء القَسَمِيَّةِ لا بحذفها، كما أضمروا (رُبَّ) بعد الواو في قولهم:
(١) يعني: هذا (الم)، أو: ذلك، أو: هو. (٢) يعني: اقرأ (الم)، أو: اتل. (٣) ذكره عنه الزجاج ١/ ٥٦، وأخرجه الطبري ١/ ٨٧، ورواه أيضًا ابن المنذر، وابن أبي حاتم، وابن مردويه، والبيهقي في الأسماء والصفات، انظر الدر المنثور ١/ ٥٧. (٤) الشاهد لذي الرمة، وشطره الثاني هكذا: ......................... ... ومَن قلبُه لي في الظباء السوانِحِ وهو من شواهد سيبويه ٢/ ١٠٩ و ٣/ ٤٩٨. وأصول ابن السراج ١/ ٤٣٢. والمخصص ١٣/ ١١١. والمقتصد ٢/ ٨٦٨. والمفصل / ٤١٤/ وشرحه لابن يعيش ٩/ ١٠٣.