قوله عز وجل:{لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ} الجمهور على جر (المشركين) وهو الوجه، لأجل المعنى والإمام - مصحف عثمان رضي الله عنه - عطفًا على {أَهْلِ}، أي: لم يكن الكفار من اليهود والنصارى ومن المشركين، أي: الذين أشركوا بالله غيره في العبادة، وهم عبدة الأوثان على ما فسر (٢)، فهم غير الذين كفروا من أهل الكتاب.
وقرئ:(والمشركون) بالرفع (٣) عطفًا على {الَّذِينَ}، وهو سهو لأنه ينقلب المعنى ويصير المشركون من أهل الكتاب، وليسوا منهم، مع ما فيه من مخالفة خط المصحف.
(١) في (ب): سورة البينة. وفي (ج) سورة القيمة. (٢) انظر جامع البيان ٣٠/ ٢٦٢. والنكت والعيون ٦/ ٣١٥. (٣) حكاها ابن عطية ١٦/ ٣٤٤ عن بعض الناس. ونسبها القرطبي ٢٠/ ١٤٢ إلى الأعمش، وإبراهيم. ويشهد لها قراءة ابن مسعود - رضي الله عنه -: (لم يكن المشركون وأهل الكتاب منفكين). انظر معاني الفراء ٣/ ٢٨١. ومختصر الشواذ / ١٧٦/. والنكت والعيون ٦/ ٣١٦.