قوله عز وجل:{وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى}(والنجم) جَرٌّ بواو القسم، والعامل في {إِذَا} محذوف، وهو فعل القسم، أي: أقسم بالنجم حين هوى، والهُوِيُّ: السقوط، والهويّ: الطلوع، وهو من الأضداد، يقال: هَوَى يهوي هَوِيًّا بالفتح، إذا سقط إلى أسفل، وَهَوَى هُوِيًّا بالضم، إذا طلع، فالفعل واحد والمصدر مختلف.
والمراد بالنجم هنا: الجمع لأنه اسم جنس. وقيل: المراد بالنجم رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، {هَوَى}: نزل ليلة المعراج (١). وقيل: هوى صعد إلى السماء. وقيل: المراد به القرآن، {إِذَا هَوَى}: إذا نزل (٢).
وقوله:{مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى} هذا جواب القسم، والضلال: نقيض الهدى. والغي: نقيض الرشد، وفِعْلُهُ: غَوَى يَغْوِي غَيًّا وغَوايةً، فهو غاوٍ وغَوٍ أيضًا، أي هو -صلى الله عليه وسلم- مهتدٍ راشدٌ.
وقوله:{وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى}(عن) على بابها، أي: لا يصدر نطقه
(١) ذكره البغوي ٤/ ٢٢٤ - ٢٤٥ عن جعفر الصادق رحمه الله. (٢) رواه الطبري ٢٧/ ٤٠ عن مجاهد.