قوله عز وجل:{لِمَ تَقُولُونَ} أصله لما، فلما دخل الجار على (ما) الاستفهامية حذفت الألف منها، لأن الجار جُعِلَ معها كالشيء الواحد، وقد ذكر فيما سلف بأشبع من هذا (١).
وقوله:{كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا}(مقتًا) نصب على التمييز، والمميز مضمر وهو فاعل {كَبُرَ}، والتقدير: كبر المقت مقتًا.
وقوله:{أَنْ تَقُولُوا} يجوز أن يكون مبتدأ، وخبره ما قبله، والتقدير: قولكم ما لا تفعلون كبر مقْتًا عند الله. وأن يكون خبر مبتدأ محذوف، كأنه لما قيل: كبر مقتًا عند الله، قال قائل: ما هو؟ فقيل: هو أن تقولوا ما لا تفعلون. وقد جوز الزمخشري أن يكون {كَبُرَ} مسندًا إلى {أَنْ تَقُولُوا}، أي: كبر ذلك مقتًا (٢).
(١) انظر إعرابه للآية (٦٥) من آل عمران، و (٩٧) من النساء. وانظر الكشاف ٤/ ٩١. (٢) انظر الكشاف ٤/ ٩٢.