قوله سبحانه:{وَالنَّازِعَاتِ} في الواو الأولى للقسم، وما بعدها للعطف، واختلف في جواب القسم، فقيل: محذوف تقديره: لتبعثن، قاله الفراء، قال: ودل عليه {أَإِذَا كُنَّا عِظَامًا نَخِرَةً}(١). وقيل الجواب: هو {إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لِمَنْ يَخْشَى}(٢). وقيل الجواب:{يَوْمَ تَرْجُفُ الرَّاجِفَةُ}(٣) على إضمار اللام، أي: لَيوم ترجف الراجفة، والجواب على الحقيقة على هذا القول قوله:{قُلُوبٌ يَوْمَئِذٍ وَاجِفَةٌ}، كما تقول: والله لَيوم الجمعة زيد منطلِق، والتقدير: والله لَزيد منطلق يوم الجمعة، وكذا هذا التقدير: والنازعات لَقلوب واجفة يوم ترجف الراجفة، فاعرفه فإنه موضع (٤).
وقوله:{غَرْقًا} مصدر على حذف الزيادة، أي: إغراقًا في النزع، من أغرق النازع في القوس إغراقًا، إذا استوفى مَدَّهَا. فإن قلتَ: أين فِعْلُ هذا
(١) الآية (١١). وانظر قول الفراء في معانيه ٣/ ٢٣١. (٢) الآية (٢٦). (٣) الآية (٦). (٤) انظر أوجه جواب القسم هذه في إعراب النحاس ٣/ ٦١٧. والمشكل ٢/ ٤٥٤. والقرطبي ١٩/ ١٩٤ - ١٩٥ وهو أوعبها، وفيه أوجه أخرى وتفصيل أكثر.