قوله عز وجل:{وَالْعَادِيَاتِ ضَبْحًا}(العاديات) جر بواو القسم. و {ضَبْحًا}: يجوز أن يكون مصدرًا مؤكدًا لفعلة، وفعله محذوف، أي: يضبحن ضبحًا، أو للعاديات حملًا على المعنى وميلًا إليه؛ لاقتران الضبح مع العَدْو، وكأنه قيل: والضابحات ضبحًا، وأن يكون في موضع الحال من المنوي في {وَالْعَادِيَاتِ}، أي: ضابحة في العَدْو، على إرادة الجماعة، أو ضابحات على اللفظ والمعنى.
والعاديات: الخيل عند الأكثر، والضبح صوت أجوافها إذا عَدَتْ، يقال: ضَبَحَتِ الخيلُ تَضْبَحُ ضَبْحًا. وعن علي بن أبي طالب، وابن مسعود رضي الله عنهما - وهذا في وقعه بدر - "لم يكن معنا فيها سوى فرسين: فرس للزبير، وفرس للمقداد بن الأسود"، [العاديات ضبحًا: الإبل](١). وقيل: فإن صحت الرواية، فقد استعير الضبح للإبل كما استعير الحافر للإنسان (٢).
وقوله:{فَالْمُورِيَاتِ قَدْحًا}(قدحًا) يجوز أن يكون مصدرًا مؤكدًا لفعله،
(١) هذه تتمّة الرواية، وهي موضع الشاهد، وانظر جامع البيان ٣٠/ ٢٧٢ - ٢٧٣. وإعراب النحاس ٣/ ٧٥٥. والكشاف ٤/ ٢٢٩. (٢) قاله الزمخشري في الموضع السابق.