إن جعلت (هودًا) اسمًا للسورة لم تصرفه عند صاحب الكتاب - رحمه الله - للتعريف والتأنيث، كامرأة سميتها بزيدٍ أو عمروٍ (١). وأما على مذهب عيسى بن عمر فأنت مخير فيه: إن صرفته فلسكون أوسطه كهند وجُمْل، وإن لم تصرفه فللعلة المذكورة آنفًا (٢).
وإن جعلته على حذف المضاف وأردت سورة هود، فالصرف ليس إلّا؛ لأن فيه التعريف فقط لكونه عربيًا، تقول: هذه هودٌ، تريد: هذه سورة هود. قال صاحب الكتاب: والدليل على هذا أنك تقول: هذه الرحمن، فلولا أنك تريد سورة الرحمن ما قلت: هذه (٣).
وقوله:{كِتَابٌ}، لك أن ترفعه على إضمار مبتدأ، أي: هذا كتاب، ولك أن ترفعه على خبر {الر} على قول من جعله اسمًا للقرآن، أو اسمًا
(١) الكتاب ٣/ ٢٥٦ و ٣/ ٢٤٢. (٢) انظر مذهب عيسى بن عمر في إعراب النحاس ٢/ ٧٨. ومشكل مكي ١/ ٣٩٤. (٣) الكتاب ٣/ ٢٥٦ - ٢٥٧. (٤) تقدم هذا التفسير أول (يونس) أيضًا. وانظر تخريجه أول (البقرة).