قوله عزَّ وجلَّ:{الر} اختُلف فيها، فقيل: اسم لهذه السورة، وقيل: اسم للقرآن، وقيل غير ذلك، وقد سبق القول على هذه الحروف في أول "البقرة"، فأغنى ذلك عن الإعادة هاهنا.
وقوله:{تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْحَكِيمِ} الإشارة إلى ما تضمنته {الر} من الآياتِ على قول من جعلها اسمًا للسورة، ولهذا قيل:{تِلْكَ}، ولم يقل:(هذه) لتقدم ذكر {الر}، كما تقول: هند هي الكريمة؟ .
واختلف في معنى {الْحَكِيمِ}:
فقيل: بمعنى المُحكَم، وهو الممنوع من الفساد والباطل والكذب والتناقض (١).
وقيل: هو ذو الحكمة، لاشتماله عليها ونطقه بها (٢).
وقيل: هو بمعنى الحاكم؛ لأنه يحكم بالعدل (٣).
(١) كونه بمعنى (المحكم) هو قول أبي عبيدة ١/ ٢٧٢. واقتصر الطبري ١١/ ٨٠ والنحاس في معانيه ٣/ ٢٧٥ عليه. وانظر اشتقاق أسماء الله/ ٦٢/. وفي (ب) الإفساد بدل الفساد. (٢) ذكره الماوردي ٢/ ٤٢١ بعد الأول، ونسبه إلى علي بن عيسى، واقتصر عليه الزمخشري ٢/ ١٨٠. وانظر المحرر الوجيز ٩/ ٤. (٣) ذكره البغوي في معالم التنزيل ٢/ ٣٤٢. وقال الرازي ٤/ ١٧: هو قول الأكثرين.