قوله عز وجل:{طه} يجوز أن تكون في موضع رفع على إضمار مبتدأ، أي: هذه طه، وأن تكون في موضع نصب على: اقرأ أو اتل {طه}، هذا على قول من جعلها اسمًا للسورة (١).
وقيل: هو قَسم أقسم الله عز وجل به (٢)، وهو اسم للقرآن جوابه {مَا أَنْزَلْنَا}.
وقيل: معناه: يا رجل، أو يا فلان (٣)، فيكون منادى.
وقيل: إن (طا) أَمْرٌ مِنْ وَطِئَ يَطَأ، وهو فعل خففت همزته على مذاق العربية فقلبت ألفًا، و (ها) كناية عن الأرض، أي: طا الأرضَ بقدميك، لأنه - صلى الله عليه وسلم - على ما فسر - كان يقوم في تهجده على إحدى رجليه، فأُمر أن يطأ
(١) يعني تكون مثل بقية الحروف المقطعة في أوائل السور. وانظر هنا النكت والعيون ٣/ ٣٩٣. (٢) أخرجه الطبري ١٦/ ١٣٦ عن علي عن ابن عباس - رضي الله عنهم - وفيه أنه اسم من أسماء الله. (٣) كون معناه: يا رجل. أخرجه الطبري ١٦/ ١٣٥ - ١٣٦ عن ابن عباس - رضي الله عنهما -، وسعيد بن جبير، وعكرمة، والضحاك، وقتادة، والحسن. ولم أجد من قال إن معناه: يا فلان، وإنما الذي ورد: يا إنسان. أخرجه الطبري في الموضع السابق عن عكرمة. وحكاه البغوي ٣/ ٢١١ عن الكلبي. ثم إني وجدت ما يؤيد قول المؤلف في الدر المصون ٨/ ٦ حيث حكى السمين عن السدي أن معناه: يا فلان.