قوله عز وجل:{وَلَمْ يَجْعَلْ لَهُ عِوَجًا} أي: اختلافًا والتباسًا بحيث يناقض بعضه بعضًا، والعِوج بكسر العين في المعاني كالعَوج بفتحها في الأعيان، يقال: في دينه عِوَجٌ، وفي العصا عَوَجٌ (١)، والمراد نفي الاختلاف والتناقض عنه كقوله:{وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا}(٢).
وقوله:{قَيِّمًا} فيه وجهان:
أحدهما: منصوب على الحال من الكتاب، وفيه تقديم وتأخير، والتقدير: أنزل على عبده الكتاب قيمًا، ولم يجعل له عوجًا، فقوله:{وَلَمْ يَجْعَلْ لَهُ عِوَجًا} اعتراض بين الحال وبين ذي الحال الذي هو الكتاب.
(١) كذا في معاني الزجاج ٣/ ٢٦٧. وجامع البيان ١٥/ ١٩٠. والنكت والعيون ٣/ ٢٨٤. (٢) سورة النساء، الآية: ٨٢.