قوله عز وجل:{يَاأَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ} الجمهور على تشديد الدال والثاء، وأصله المتدثر، فأدغمت التاء في الدال فبقي المدَّثِّر، وقرئ:(المتدثر) على الأصل (١). و (المدَثّر) بتخفيف الدال (٢)، على تقدير حذف المفعول، أي: المدثر نفسه.
وقوله:{وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ} فيه وجهان، أحدهما: في الكلام حذف مضافٍ، أي: ذا ثيابك، أي نفسك، فحذف المضاف. والثاني: لا حذف، والمعنى: وقلبك فطهر، فكنى بالثياب عن القلب كما قال امرؤ القيس:
(١) قرأها أبي بن كعب - رضي الله عنه -، وأبو عمران، والأعمش. انظر زاد المسير ٨/ ٣٩٩. والقرطبي ١٩/ ٥٩. والبحر ٨/ ٣٧٠. والدر المصون ١٠/ ٥٣٣. (٢) قرأها عكرمة، وابن يعمر، وأبو رجاء. انظر المحتسب ٢/ ٣٣٥. وزاد المسير، والبحر، والدر المواضع السابقة. (٣) من معلقته، وصدره: وإن تك قد ساءتك مني خليقةٌ ... ........................ =