وقوله:{وَالرُّجْزَ} قرئ: بكسر الراء وضمها (١)، قيل: وهما لغتان كالذِّكر والذُّكر. وقيل: بالضم اسم صنم، وبالكسر العذاب، أي: فاهجر ما يؤدي إلى العذاب، فحذف المضاف (٢).
وقوله:{وَلَا تَمْنُنْ تَسْتَكْثِرُ} الجمهور على رفع الراء، وفيه وجهان:
أحدهما: حال من المنوي في {وَلَا تَمْنُنْ}، بمعنى: ولا تعط مستكثرًا طالبًا للكثير، يقال مَنَّ عليه مَنَّا، إذا أنعم، أي: لا تعط شيئًا من مالك لتأخذ أكثر منه، وفيه وجهان، أحدهما: أن يكون نهيًا خاصًّا بالنبي - صلى الله عليه وسلم - تفضيلًا له على غيره، وأن يكون نهي تنزيه لا تحريم له ولأمته، فهو مرفوع اللفظ منصوب المحل على الحال كقوله:{ذَرْهُمْ فِي خَوْضِهِمْ يَلْعَبُونَ}(٣) أي: لاعبين.
والثاني: رفع لكونه حذفت منه (أن) وأُبطل عملُها، لأن عامله لا يضمر عند جمهور النحاة، تعضده رواية من روى.