قوله عزَّ وجلَّ:{يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْأَنْفَالِ} الجمهور على إثبات {عَنِ} على الأصل، وذلك أنهم إنما سألوا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن الأنفال تعرضًا لطلبها واستعلامًا لحالها، هل يسوغ طلبها؟ لأنها كانت حرامًا على من كان قبلهم على ما فسر (١).
أو يسألونك عنها: لمن هي؟ جهالةً بحالها، وذلك أن الاختلاف وقع بين المسلمين في غنائم بدر وفي قسمتها، فسألوه عليه الصلاة والسلام عنها، وكلا التأويلين يقتضي إثبات (عن)(٢).
وقرئ:(يسألونك الأنفال) بطرحها (٣) على التفسير وتعدي السؤال إلى مفعولين، لما روي أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال يوم بدر:"من أتى مكان كذا فله كذا"(٤)
(١) هذا أحد أربعة أسباب في نزول هذه الآية. انظر النكت والعيون ٢/ ٢٩٤. وقدمه الزجاج ٢/ ٣٩٩. (٢) انظر جامع البيان ٩/ ١٧١ - ١٧٢. (٣) قراءة شاذة نسبت إلى ابن مسعود، وسعد بن أبي وقاص - رضي الله عنهما -، وإلى كثيرين. انظر جامع البيان ٩/ ١٧٤. وإعراب النحاس ١/ ٦٦٤. والمحتسب ١/ ٢٧٢. (٤) أخرجه الطبري ٩/ ١٧١ عن ابن عباس - رضي الله عنهما - مرفوعًا بأطول من هذا.