قوله عز وجل:{غُلِبَتِ الرُّومُ} الجمهور على ضم الغين وكسر اللام على البناء للمفعول، أي: غَلَبَتْ فارس الرومَ ثم غُلِبَتِ الرومُ، فالروم هم المغلوبون، وقرئ:(غَلَبَتِ الروم)(١)، بفتح الغين واللام على البناء للفاعل، على أنهم هم الغالبون.
وقوله:{وَهُمْ مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ} الجمهور على فتح اللام، وقرئ:(غلْبهم) بإسكانها (٢)، وهما مصدران بمعنى، كالسلْب والحلْب والجلْب، يقال: غَلَبَه يغلبه غَلَبًا وغَلْبًا وغَلَبَةً، وإذا أضافوا حذفوا التاء فقالوا: غَلْبُ فلانٍ، فإذا لَمْ يضيفوا قالوا: غَلَبَهُ غَلَبَةً. ونظيره: إقامة، وفي التنزيل:{وَإِقَامِ الصَّلَاةِ}(٣) ولو لَمْ تُضف لقيل: إقامة.
(١) قرأها عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما -. انظر معاني الفراء ٢/ ٣١٩. وجامع البيان ٢١/ ١٦. ومعاني النحاس ٥/ ٢٤٣ وإعرابه ٢/ ٥٧٧. وفي مختصر الشواذ / ١١٦/ أنها قراءة النبي - صلى الله عليه وسلم -، وعلي - رضي الله عنه -. وانظر المحرر ١٢/ ٢٤١. (٢) نسبها ابن عطية ٢/ ٢٤٢ إلى ابن عمر - رضي الله عنهما -. ونسبها ابن الجوزي ٦/ ٢٨٨ إلى أبي الدرداء رضي الله عنه، وأبي رجاء، وعكرمة، والأعمش. ونسبها القرطبي ١٤/ ٦ إلى أبي حيوة، وابن السميفع. (٣) سورة النور، الآية: ٣٧.