قوله عز وجل:{اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ} الباء في (باسم) صلة عند قوم (١)، أي: اقرأ يا محمد اسم ربك. وعند آخرين: ليست بصلة، وإنما جيء بها لتفيد معنى الملازمة (٢)، وهي التي تسميها النحاة باء الإلصاق، نحو: كتبت بالقلم، أي: التصقت الكتابة بالقلم، وأخذتُ بزمام الناقة، أي: باشرتُه بكفي، كأنَّك ألصقت محل قدرتك به، ولو قلت: أخذت زمام الناقة بغير باء، احتمل أنك باشرته، وأنك حصلته عندك، فأعرف الفرق بينهما والمعنى على هذا: اقرأ اسم ربك ملازمًا إياه، والملازمة مستفادة من الباء.
وقال غيرهما: إنما جيء بها لتُنَبِّهَ على البداية باسمه جل ذكره في كل شيء، وبه أقول (٣). فمحل {بِاسْمِ} على هذا النصب على الحال من المنوي في {اقْرَأْ} مفتتِحًا أو مبتدِئًا باسم ربك، أي: قل: بسم الله الرحمن الرحيم ثم اقرأ القرآن، وهذا حجة للإمام الشافعي رضي الله عنه مع ما جاء من
(١) أبو عبيدة في المجاز ٢/ ٣٠٤. وابن خالويه في إعراب ثلاثين سورة / ١٣٣/ عنه. وانظر التبيان ٢/ ١٢٩٥. (٢) مشكل إعراب القرآن ٢/ ٤٨٤. (٣) انظر هذا القول هكذا في التبيان ٢/ ١٢٩٥. وهو مقتضى قول الزمخشري ٤/ ٢٢٣.