قوله عز وجل:{فَمَا يُكَذِّبُكَ بَعْدُ بِالدِّينِ}(ما) استفهامية في موضع رفع بالابتداء، والخبر {يُكَذِّبُكَ}، والخطاب عند قوم للإنسان على طريقة الالتفات، والاستفهام بمعنى الإنكار، والمعنى: أي شيء يحملك أن تكذب بالدين بعد هذا الدليل الواضح، والبرهان القاطع؟ وعند آخرين للنبي - صلى الله عليه وسلم -، والمعنى: فما يكذبك، أي: ينسبك إلى الكذب فيما أخبرت به من الجزاء بعد هذا البيان (١).
وعن الفراء:(ما) هنا بمعنى (مَن)(٢). والله تعالى أعلم بكتابه.
هذا آخر إعراب سورة والتين
والحمد لله وحده
(١) كون الخطاب للإنسان، أو للنبي - صلى الله عليه وسلم -: أخرجهما الطبري ٣٠/ ٢٤٩. (٢) معانيه ٣/ ٢٧٧. ورجحه الطبري في الموضع السابق، لكن رده النحاس ٣/ ٧٣٦.