قوله عز وجل:{تُلْقُونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ} محل {تُلْقُونَ} النصب إما على الحال من الضمير في {لَا تَتَّخِذُوا} أي: لا تتخذوهم أولياء ملقين إليهم، وإما على النعت لـ {أَوْلِيَاءَ}، لأن {أَوْلِيَاءَ} نكرة، والنكرة تحتاج إلى البيان بالنعت، قال الفراء: كما تقول: لا تتخذ (١) رَجُلًا تلقي إليه كل ما عندك، انتهى كلامه (٢).
فإن قلت: الضمير في قوله: {إِلَيْهِمْ} إلى من يعود؟ قلت: أما على الوجه الأول: فيعود على العدو، وأما على الوجه الثاني: فيعود على {أَوْلِيَاءَ}، ولولا رجوع هذا الضمير على الأولياء لما جاز أن يكون
(١) كذا (لا تتخذ) في (ب) و (ج)، وإعراب النحاس ٣/ ٤١١ عن الفراء. وأُثبتَ في المطبوع: (لا تتخذنّه) تبعًا لما هو مثبت في معاني الفراء المطبوع كما سوف أخرج، وفي (أ): لا تتخذوا رجلًا تلقي ... (٢) معاني الفراء ٣/ ١٤٩.