وقرئ:(طَهْ) بسكون الهاء من غير ألف بعد الطاء (٢)، وفي الهاء ثلاثة أوجه: أن تكون بدلًا من الهمزة كما أبدلت في هياك وَهَرَقْتُ، والأصل: طأ. وأن تكون للسكت على أن يكون القلب في يطا، على قول من قال:
ثم بنى عليه الأمر. وأن تكون كناية عن المكان، إلا أنه أسكن كما فعل في {يُؤَدِّهِ}(٤) وبابه، فاعرفه فإن فيه أدنى غموض.
{إِلَّا تَذْكِرَةً لِمَنْ يَخْشَى (٣)}:
قوله عز وجل:{إِلَّا تَذْكِرَةً لِمَنْ يَخْشَى} في نصب {تَذْكِرَةً} أوجه:
أحدها: نصب على الاستثناء المنقطع الذي {إِلَّا} فيه بمعنى (لكن) أي: ما أنزلنا عليك القرآن لتتعب بفرط تأسفك عليهم وعلى كفرهم، وتحسرك على أن يؤمنوا، لكن أنزلناه تذكرة، أي: لتذكّر به من يخشى الله. وخص الخاشي لانتفاعه به.
والثاني: على المفعول له، على تقدير فعل مضمر دل عليه هذا الظاهر، أي: ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى به، ما أنزلناه إلا تذكرة، ولا يجوز حمله على الفعل الأول كما زعم بعضهم (٥) , لأنه قد أخذ مفعولًا له
(١) انظر هذه الرواية في معاني الزجاج ٣/ ٣٤٩. والنكت والعيون ٣/ ٣٩٣. والكشاف ٢/ ٤٢٦. وحكاها ابن الجوزي ٥/ ٢٧٠ عن مقاتل بن حيان. (٢) قرأها الحسن كما في مختصر الشواذ / ٨٧/. والكشاف ٢/ ٤٢٦. وزاد المسير ٥/ ٢٦٩. والقرطبي ١١/ ١٦٧. والإتحاف ٢/ ٢٤٣. وحكاها أبو حيان ٦/ ٢٢٤ عن أبي حنيفة، وعكرمة، وورش في اختياره أيضًا. (٣) تقدم هذا الشاهد برقم (٣٨). (٤) انظر إعرابه للآية (٧٥) من آل عمران. (٥) ذكر النحاس ٢/ ٣٣١. ومكي ٢/ ٦٥ أنه مفعول لأجله دون تفصيل. ومنع العكبري ٢/ ٨٨٤ =