قوله عز وجل:{وَكَمْ أَهْلَكْنَا}(كم) مفعول {أَهْلَكْنَا}، وقد مضى الكلام عليها عند قوله:{وَكَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُمْ مِنْ قَرْنٍ هُمْ أَحْسَنُ أَثَاثًا} بأشبع من هذا (٢).
وقوله:{هَلْ تُحِسُّ مِنْهُمْ مِنْ أَحَدٍ}(من) في {مِنْ أَحَدٍ} صله، أي: أحدًا. و {مِنْهُمْ}: في موضع الحال من {أَحَدٍ}، وهو في الأصل صفة له.
والإحساس: الإدراك بالحاسة، والحَسُّ: القتل، وقد ذكر فيما سلف من الكتاب (٣)، والاستفهام بمعنى النفي، أي: ما ترى أحدًا منهم, لأنهم أهلكوا جميعًا فلم يبق منهم أحد.
وقوله:{أَوْ تَسْمَعُ لَهُمْ رِكْزًا} والركز: الصوت الخفي، أي: أو هل تسمع لهم صوتًا خفيًا؟ .
هذا آخر إعراب سورة مريم - عليها السلام -
والحمد لله وحده (٤)
(١) انظر هذا الرجز بدون نسبة أيضًا في معاني الفراء ١/ ١٢٣. وجامع البيان ٢/ ٣١٥. والصحاح (لدد). واللسان كذلك. (٢) الآية (٧٤) من هذه السورة. (٣) عند إعراب الآية (١٥٢) من آل عمران. (٤) في (أ): والحمد لله (رب العالمين).