قوله عز وجل:{وَكُلُّهُمْ آتِيهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَرْدًا} ابتداء وخبر، وأفرد الخبر حملًا على لفظ المُخْبَرِ عنه، وهو (كل)، وجمعه جائز حملًا على معناه، وقد ورد بهما القرآن العزيز، فقال جل ذكره:{وَكُلٌّ أَتَوْهُ دَاخِرِينَ}(٢) فجمع كما ترى. و {فَرْدًا} نصب على الحال من المستكن في الخبر وهو {آتِيهِ}.
قوله عز وجل:{فَإِنَّمَا يَسَّرْنَاهُ بِلِسَانِكَ} الباء يجوز أن تكون من صلة {يَسَّرْنَاهُ}، وأن تكون في موضع الحال من الهاء في {يَسَّرْنَاهُ} على معنى: أنزلناه بلغتك، وهو اللسان العربي المبين، ليسهل عليك الإبلاغ، والباء على الوجه الأول: بمعنى (على)، وعلى الثاني: على بابها (٣).
وقوله:{وَتُنْذِرَ بِهِ قَوْمًا لُدًّا} اللُّدُّ: جمع ألد، كصُمٍّ في جمع أصم. والألد: الشديد الخصومة بالباطل، الآخذ في كل لديد، أي: في كل شق
(١) انظر معالم التنزيل ٣/ ٢١٠. وروح المعاني ١٦/ ١٤٢. (٢) سورة النمل، الآية: ٨٧. (٣) انظر القولين في التبيان ٢/ ٨٨٣.