أي: يَقْدَحْنَ قَدْحًا، أو للموريات لأنها بمعنى القادحات، وأن يكون في موضع الحال من المستكن في (الموريات)، أي: قادحات. وقيل: انتصابه على التمييز (١)، وهو من التعسف.
{فَالْمُغِيرَاتِ صُبْحًا} انتصاب قوله: {صُبْحًا} على الظرف، وهو ظرف زمان، أي: تغير على العدو في وقت الصبح، والمراد أربابها، لأنهم هم المغيرون لا خيلهم.
وقوله:{فَأَثَرْنَ بِهِ نَقْعًا} هذا عطف على ما قبله من لفظ اسم الفاعل حملًا على معناه، لأن معناه: اللاتي عدون فأورين، فاغرن، فأثرن. وأصله: أَثْوَر، فنقلت حركة الواو إلى الثاء، وقلبت الواو ألفًا، فبقي أثار، فلما اتصل الفعل بالضمير اجتمع ساكنان: الألف والراء، فحذفت الألف لالتقاء الساكنين، فبقي (أَثَرْنَ) كما ترى ووزنه (أَفَلْنَ) والعين محذوفه، وثار التراب، إذا هاج، وأثرته أنا، إذا هيجته.
واختلف في الضمير في {بِهِ}، فقيل: للوقت، يدل عليه قوله:
{صُبْحًا}، أي: فهيجن بذلك الوقت نقعًا، أي: غبارًا، والنقع: الغبار (٣). وقيل: للمكان وإن لم يجر له ذكر، لأن الإغارة لا تكون إلا في مكان (٤). وقيل: للوادي (٥). وقيل: للعَدْو، يدل عليه قوله:{وَالْعَادِيَاتِ}(٦).
(١) انظر هذا الوجه أيضًا في روح المعاني ٣٠/ ٢١٥. (٢) كذا في الكشاف ١/ ٢٢٨. (٣) قاله الزمخشري ٤/ ٢٢٩. والمراد بالوقت: الصبح. (٤) قاله الطبري ٣٠/ ٢٧٥. والزجاج ٥/ ٣٥٣. (٥) قاله الفراء ٣/ ٢٨٥. (٦) انظر هذا القول في الكشاف ٤/ ٢٢٩.