المصدر؟ قلتُ:(النازعات)، لأن النازع والمغرق سيان في المعنى، ألا ترى أنك تقول: نزع القوس، كما تقول: أغرق القوس. فإن قلت: هل يجوز أن يكون {غَرْقًا} واقعًا موقع نَزْع؟ قلت: لا يبعد، كأنه قيل: والنازعات نزعًا، وله نظائر في التنزيل وفي كلام القوم، والألف والتاء في جمع الملائكة لتكرار الجمع، على تقدير: جماعة نازعة، وجماعات نازعات.
وقوله:{نَشْطًا} مصدر مؤكد، ومثله {سَبْحًا}، وكذا {سَبْقًا}.
وقوله:{أَمْرًا} منصوب بالمدبرات على أنه مفعول به، على معنى: يدبرنَ الأمر بأمر الله. وقيل: مصدر، قلت: يكون واقعًا موقع تدبير. وقيل: في موضع الحال، أي: يدبرنَ مَأمورات. وقيل: منصوب على تقدير حذف الجار، أي: فالمدبرات بأمرٍ، كقوله:
قوله عز وجل:{يَوْمَ تَرْجُفُ} يجوز أن يكون مفعولًا به على: اذكر، وأن يكون ظرفًا لما أضمر من جواب القسم وهو لتبعثن، وقد ذكر قبيل (٣).
(١) تقدم هذا الشاهد مرارًا. انظر رقم (١٨). (٢) اقتصر النحاس ٣/ ٦١٦ - ٦١٧ على الوجه الثاني والأخير. وانظر الأول في مشكل مكي ٢/ ٤٥٤. والثالث في التبيان ٢/ ١٢٦٩. (٣) عند إعراب أول هذه السورة.