و {مَسْرُورًا} خبر {كَانَ}، وقد جوز أن يكون حالًا، كقولك: زيد في أهله ضاحكًا، والوجه ما ذكرت.
وقوله:{إِنَّهُ ظَنَّ أَنْ لَنْ يَحُورَ}(أن) مخففة من الثقيلة، وسدت مسد مفعولي الظن، والشأنُ مضمرٌ، أي: إن هذا الكافر ظن أن الأمر والشأن لن يرجع، والحَوْرُ: الرجوع.
قوله عز وجل:{وَمَا وَسَقَ}(ما) يجوز أن تكون موصولة، وأن تكون موصوفة، أي: وشيءٍ وَسَقَ، وأن تكون مصدرية، أي: وَوَسْقِهِ. والوَسْقُ: الضم والجمع.
وقوله:{لَتَرْكَبُنَّ طَبَقًا عَنْ طَبَقٍ} قرئ: (لَتَرْكَبَنَّ) بفتح الباء (١) على خطاب الواحد وهو النبي - صلى الله عليه وسلم -، وقيل: الإنسان، وبضمها (٢) على خطاب الجمع، لأن النداء للجنس (٣)، والجنس جمع في المعنى. وقرئ أيضًا: بكسرها (٤) على خطاب النفس. وقرئ أيضًا: بالياء النقط من تحته مع فتح الباء (٥)، أي: ليَرْكَبَنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - أو الإنسان.
(١) هي قراءة ابن كثير، وحمزة، والكسائي، وخلف كما سوف أخرج. (٢) هذه قراءة الباقين من العشرة. انظر القراءتين في السبعة/٦٧٧/. والحجة ٦/ ٣٩١. والمبسوط/ ٤٦٦/. والتذكرة ٢/ ٦٢١. (٣) يعني في قوله: {يَاأَيُّهَا الْإِنْسَانُ}. وأبدل محقق (ط) كلمة (النداء) بكلمة (الخطاب) معترفًا في الهامش أن (النداء) في جميع النسخ. قلت: وهذا لفظ الزمخشري ٤/ ١٩٨. وحكاه عنه أبو حيان ٨/ ٤٤٧. وانظر الرازي ٣١/ ١٠٠. (٤) كذا أيضًا هذه القراءة دون نسبة في الكشاف ٤/ ١٩٨ .. والقرطبي ١٩/ ٢٨٠. والبحر ٨/ ٤٤٧. والدر المصون ١٠/ ٧٣٨. (٥) قرأها عمر، وابن عباس، وابن مسعودر - رضي الله عنهم -، وآخرون. انظر مختصر الشواذ/ ١٧٠/. والمحرر الوجيز ١٦/ ٢٦٦ وفيه تحريف. وزاد المسير ٩/ ٦٧. والبحر ٨/ ٤٤٧.