قوله عز وجل:{كَادِحٌ إِلَى رَبِّكَ كَدْحًا} الكدح في اللغة: السعي الشديد في العمل، ولذلك جيء بـ {إِلَى}. و {كَدْحًا} مصدر مؤكد.
وقوله:{فَمُلَاقِيهِ} أي: فأنت ملاقيه، والضمير لجزاء الكدح، أي: فملاقٍ جزاءَ كَدْحِك، فحذف المضاف، كقوله:{فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ}(٢). أي: يرى جزاءه. وقيل: الضمير للرب جل ذكره (٣)، أي: فملاقٍ له لا محالة، لا مفر لك منه.
و{حِسَابًا}: مصدر مؤكد لفعله وهو يحاسب، و {يَسِيرًا} نعته. و {مَسْرُورًا}: حال من المنوي في {وَيَنْقَلِبُ}. و {ثُبُورًا}: مفعول به، وقد ذكر في "الفرقان" بأشبع من هذا (٤).
ووجه التخفيف والتشديد في (يَصلَى) و (يُصلَّى) ظاهر (٥).
(١) حكاه عنه العكبري ٢/ ١٢٧٨. (٢) سورة الزلزلة، الآية: ٧. (٣) انظر جامع البيان ٣٠/ ١١٥. والنكت والعيون ٦/ ٢٣٥. (٤) انظر إعرابه للآية (١٣) منها. (٥) قراءتان متواترتان، فقد قرأ الحرميان، وابن عامر، والكسائي: (ويُصَلّى) بضم الياء، وفتح الصاد، وتشديد اللام. وقرأ الباقون: (ويَصْلَى) بفتح الياء، وإسكان الصاد، وتخفيف اللام. انظر السبعة/ ٦٧٧/. والحجة ٦/ ٣٩٠. والمبسوط/ ٤٦٦/. والتذكرة ٢/ ٦٢١. والنشر ٢/ ٣٩٩.