قوله: عز وجل {عَلَى أَنْ نُبَدِّلَ أَمْثَالَكُمْ}(على) على بابها مَيلًا إلى المعنى، لأن معنى ما أنا بمسبوق على الشيء: قادر عليه، فحمل على المعنى دون اللفظ. وقيل: بمعنى اللام، وفي الكلام حذفان: حذف مفعول، وحذف جار، والتقدير: وما نحن بمسبوقين على أن نبدل أمثالكم، فحذف المفعول من الأولى والجار من الثاني.
وقوله:{فَظَلْتُمْ تَفَكَّهُونَ} الجمهور على فتح الظاء وإسكان اللام مفردة، فالفتح هو الأصل، وأصله: ظَلِلتم بفتح الظاء وكسر اللام، فحذفت اللام الأولى تخفيفًا. و (فَظِلْتُمْ) بكسر الظاء (١)، على نقل حركة اللام الأولى إليها بعد إزالة حركتها، لأنها لا تتحرك بحركة وهي متحركة بأخرى، وحذفها بعد النقل، و (فَظَلِلْتُمْ) على الأصل. و (فَظَلَلْتُم) بلامين على الأصل أيضًا، غير أنه فتحت اللام (٢)، فَكَسْرُ اللام هو الشائع، وفَتْحُها لُغَيَّة. وأصل {تَفَكَّهُونَ}: تتفكهون، فحذفت إحدى التاءين تخفيفًا.
(١) قرأها كذلك ابن مسعود -رضي الله عنه-، وأبو حيوة، ورواها هارون عن حسين عن أبي بكر، انظر المحرر الوجيز ١٥/ ٣٨٠. والقرطبي ١٧/ ٢١٩. ونسبت في زاد المسير ٨/ ١٤٨ إلى الشعبي، وأبي العالية، وابن أبي عبلة. (٢) بلامين مع كسر الأولى أو فتحها روايتان عن الجحدري. انظر مختصر الشواذ/ ١٥١/. وقال ابن عطية في الموضع السابق: فتح اللام للجحدري، وكسرها لعبد الله بن مسعود -رضي الله عنه-. وفي الإتحاف ٢/ ٥١٦ (فَظَلِلْتُمْ) للمطوعي.