قوله عز وجل:{فَلَا أُقْسِمُ}(لا) صلة عند قوم (١)، وَرَدٌّ لكلامٍ سالفٍ عند قوم (٢)، ونفي للقسم عند آخرين، والمعنى: أن الكلام أوضح من أن يُحتاج معه إلى قسم (٣).
والجمهور على إتيان الألف بعد اللام، وعن الحسن:(فلأقسم) بغير ألف بعدها (٤)، على أن اللام لام الابتداء دخلت على جملة من مبتدأ وخبر، والتقدير: فلأنا أقسم، كقولك: لَزَيد منطلق، ثم حُذف المبتدأ للعلم به مع عدم اللبس، إذ لو كانت اللام لام القسم للزمت معها النون المؤكدة، قيل: لأَقسمن، والفعل فعل الحال، ولو أريد به الاستقبال لقرنت به النون، وحذفها ضعيف جدًا في النثر. وقيل:{فَلَا أُقْسِمُ} أصله: فلأقسم، فأشبعت فتحة اللام فتولدت منها الألف، وهو تعسف (٥).
(١) الأكثر على هذا الوجه. انظر مجاز القرآن ٢/ ٢٥٢. ومعاني الزجاج ٥/ ١١٥. والنكت والعيون ٥/ ٤٦٢. ومعالم التنزيل ٤/ ٢٨٩. (٢) يعني أنها رَدٌّ لما يقوله الكفار في القرآن، أي: ليس الأمر كما تقولون، ثم استأنف. انظر جامع البيان ٢٧/ ٢٠٣. والنكت والعيون ٥/ ٤٦٢. والمحرر الوجيز ١٥/ ٣٨٣. وزاد المسير ٨/ ١٥٠ - ١٥١. (٣) انظر هذا المعنى موضحًا في التفسير الكبير ٢٩/ ١٦٣. (٤) انظر قراءة الحسن، وهي قراءة عيسى بن عمر الثقفي، وحميد أيضًا في مختصر الشواذ / ١٥١/. والمحتسب ٢/ ٣٠٩. ومعالم التنزيل ٤/ ٢٨٩. والكشاف ٤/ ٦١. والمحرر الوجيز ١٥/ ٣٨٤. وزاد المسير ٨/ ١٥١. والقرطبي ١٧/ ٢٢٣. (٥) انظر هذا القول في التفسير الكبير ١٦٣/ ٢٩ ورجحه أبو حيان ٨/ ٢١٣. لكن ضعفه تلميذه السمين الحلبي ١٠/ ٢٢١.