قوله عز وجل:{ذَرُونَا نَتَّبِعْكُمْ يُرِيدُونَ أَنْ يُبَدِّلُوا كَلَامَ اللَّهِ}{يُرِيدُونَ} يجوز أن تكون في موضع الحال من الضمير المنصوب في {ذَرُونَا}، وأن تكون مستأنفة. وقرئ:(كَلِمَ اللَّهِ)(٢)، وهو جمع كَلِمة، والكلام اسم للجنس، والكلم والكلام يرجعان إلى معنى.
وقوله:{بَلْ تَحْسُدُونَنَا} إضراب عن أن يكون حكم الله أن لا يتبعوهم وإثبات الحسد، أي: ليس الأمر كما زعمتم من أن الله منعكم عن استتباعنا، بل تحسدوننا أن نشارككم في الغنيمة.
وقوله:{بَلْ كَانُوا لَا يَفْقَهُونَ إِلَّا قَلِيلًا} إضراب عن وصفهم بإضافة الحسد إلى المؤمنين إلى وصفهم بما أَطَمُّ منه، وهو أنهم لا يفقهون من أمر الدين إلا قليلًا (٣).
وقوله:{إِلَّا قَلِيلًا} يجوز أن يكون نعتًا لمصدر محذوف، أي: لا يعلمون إلا علمًا قليلًا، أو شيئًا قليلًا منه، وأن يكون مستثنى من الضمير في {لَا يَفْقَهُونَ} أي: لا يفقه ذلك إلا القليل منهم، وهم الذين يؤمنون منهم، فـ {قَلِيلًا} على هذا منصوب على أصل الاستثناء، ويجوز على هذا التأويل
(١) انظر إعرابه للآية (١٨) من الفرقان. (٢) قرأها الكوفيون ماعدا عاصمًا. انظرها مع قراءة باقي العشرة في السبعة/ ٦٠٤/. والحجة ٦/ ٢٠٢. والمبسوط/ ٤١٠/. والتذكرة ٢/ ٥٦٠. (٣) انظر الكشاف ٣/ ٤٦٥.