و (فَسَنُؤتيه) بالنون على الانصراف من لفظ الإفراد إلى لفظ الجمع، وبالياء (١)، لقوله:{عَاهَدَ عَلَيْهُ اللَّهَ}، وتعضده قراءة من قرأ:(فسوف يؤتيه الله أجرًا عظيمًا) وهو أُبي بن كعب -رضي الله عنه- (٢) وَوَفَى بالعهد وأَوْفَى به لغتان بمعنىً، وقد ذكر فيما سلف من الكتاب بأشبع من هذا (٣).
وقوله:{إِنْ أَرَادَ بِكُمْ ضَرًّا} قرئ: بالضم (٤)، وهو سوء الحال، وبالفتح (٥)، وهو ضد النفع. وقيل: هما لغتان بمعنى، يقال: ضَرَّهُ فلانٌ ضُرًّا وَضَرًّا، كشَرِبَ شُرْبًا وَشَرْبًا (٦).
قوله عز وجل:{بَلْ ظَنَنْتُمْ أَنْ لن}(أن) مخففة من الثقيلة، وقد ذكر نظيرها في غير موضع (٧).
وقوله:{وَكُنْتُمْ قَوْمًا بُورًا}(بورًا) قد جوز أن يكون جمع بائر،
(١) كلاهما من المتواتر، فقد قرأ المدنيان، والابنان، وروح: (فسنؤتيه) بالنون، وقرأ الباقون: (فسيؤتيه) بالياء. انظر السبعة/ ٦٠٣/. والحجة ٦/ ٢٠١. والمبسوط/ ٤١٠/. والتذكرة ٢/ ٥٦٠. (٢) انظر قراءته في حجة الفارسي الموضع السابق. والمحرر الوجيز ١٥/ ٩٧. وفي مصحف ابن مسعود -رضي الله عنه-: (فسيؤتيه الله). (٣) انظر إعرابه للآية (٤٠) من البقرة. (٤) هذه قراءة الكوفيين سوى عاصم كما سوف أخرج. (٥) قرأها الباقون من العشرة. انظر السبعة/ ٦٠٤/. والحجة ٦/ ٢٠٢. والمبسوط/ ٤١٠/. والتذكرة ٢/ ٥٦٠. (٦) انظر هذا التخريج في إعراب النحاس ٣/ ١٨٩. وحجة الفارسي الموضع السابق. (٧) انظر إعرابه للآية (٨٧) من الأنبياء، والآية (٢٩) من محمد -صلى الله عليه وسلم-.