قوله عز وجل:{إِنَّ الَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ اللَّهَ يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ} يجوز أن يكون خبر {إِنَّ}: {إِنَّمَا يُبَايِعُونَ اللَّهَ}، و {يَدُ اللَّهِ} خبر بعد خبر، أو مستأنف، وأن يكون الخبر {يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ}، و {إِنَّمَا يُبَايِعُونَ} تأكيد لاسم {إِنَّ}، تعضده قراءة من قرأ:(إنما يبايعون لله) بلام الجر (١)، أي: إنما يبايعونك لأجل الله ولوجهه، وحذف المفعول الثاني لقربه من الأول، ولكونه بلفظه وعلى وصفه، وهو تمام بن عباس بن عبد المطلب (٢)، و {يَدُ اللَّهِ} مبتدأ، و {فَوْقَ أَيْدِيهِمْ} الخبر.
وقرئ:(فإنما ينكث) بضم الكاف وكسرها (٣)، وهما لغتان، غير أن الضم أشيع، والنكث بالفتح المصدر، وبالكسر المنكوث.
و(بما عاهد) و (بما عهد)(٤)، والمعاهدة والعهد بمعنىً، كالمعاقدة والعَقْدِ.
(١) هي قراءة تمام بن عباس بن عبد المطلب كما سوف يقول المؤلف، وانظرها في المحتسب ٢/ ٢٧٥. والمحرر الوجيز ١٥/ ٩٦ وفيه تصحيف. والبحر ٨/ ٩١. (٢) هو ابن عم النبي -صلى الله عليه وسلم-، عاشر أخوته، اختلف في صحبته، وأمه أم ولد رومية، وقد ولي المدينة في عهد علي -رضي الله عنه-، وكان شديد البطش. ترجمته في الاستيعاب، وأسد الغابة، والإصابة. وفي (ج) بدل: وصفه: وضعه. (٣) الجمهور على ضم الكاف، وقرأ زيد بن علي بكسرها. انظر البحر ٨/ ٩٢. والدر المصون ٩/ ٧١١. وروح المعاني ١٦/ ٩٧. (٤) الجمهور على الأولى، وانظر الثانية دون نسبة في الكشاف ٣/ ٤٦٣. والبحر ٨/ ٩٢. والدر المصون ٩/ ٧١٢. وروح المعاني ٢٦/ ٩٧.