القراء (١) على أنه اسم إن، و {يَوْمَ الْفَصْلِ} خبرها، أي: إن ميعاد حسابهم وجزائهم في يوم الفصل، و {أَجْمَعِينَ} توكيد للضمير المجرور.
وقوله:{يَوْمَ لَا يُغْنِي} بدل من {يَوْمَ الْفَصْلِ}، وقد جوز أن يكون نعتًا لقوله:{مِيقَاتُهُمْ}. و {شَيْئًا}: منصوب على المصدر، أي: شيئًا من الإغناء. وقيل: مفعول به.
وقوله:{إِلَّا مَنْ رَحِمَ اللَّهُ} في الاستثناء وجهان:
أحدهما: متصل، وفي {مَنْ} وجهان، أحدهما: في موضع رفع على البدل من الواو في {وَلَا هُمْ يُنْصَرُونَ}، أي: لا يمنع من العذاب إلا من رحمه الله، أو من {مَوْلًى} الأول، كأنه قيل: لا يغني إلا من رحمه الله. ويجوز أن يكون مبتدأ، والخبر محذوف، أي: إلا مَن رَحِمَهُ اللَّهُ فمغفور له. والثاني: في موضع نصب على الاستثناء، أي: إلا المؤمنين الذين قد رحمهم الله فإنه يأذن لهم في شفاعة بعضهم لبعض، فيكون شفاعة الشافع منهم لمن يشفع له من المؤمنين إغناء له ونصرة، والاستثناء على هذا متصل.
والثاني: منقطع ومحل {مَنْ} كل النصب (٢)، وهو رأي الكسائي والفراء (٣)، أي: ولكن من رحمهم الله وهم المؤمنون لا يحتاجون إلى من يغني عنهم أو ينصرهم.
(١) هو عبيد بن عمير كما في الكشاف ٣/ ٤٣٤. (٢) في (ب) و (ط) و (ج): منقطع من النصب عليه. (٣) معاني الفراء ٣/ ٤٢. وحكاه النحاس ٣/ ١١٦. ومكي ٢/ ٢٩١ عن الكسائي والفراء.