قوله عز وجل:{وَلَمَنِ انْتَصَرَ بَعْدَ ظُلْمِهِ} المصدر مضاف إلى المفعول به، ولم يذكر معه الفاعل، كقوله:{مِنْ دُعَاءِ الْخَيْرِ}(١) أي: بعد ظلم الظالم إياه.
{فَأُولَئِكَ}: إشارة إلى معنى (مَن) دون لفظه.
وقوله:{وَلَمَنْ صَبَرَ وَغَفَرَ} اللام لام الابتداء، و (مَنْ) موصول مبتدأ، ونهاية صلته {وَغَفَرَ}، والجملة التي بعده وهي {إِنَّ ذَلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ} خبره، والراجع منها حُذِفَ لكونه مفهومًا، كما حذف من قولهم: السمن مَنَوانِ بدرهم (٢)، لذلك، والتقدير: إن ذلك منه، ولا يجوز أن تكون (مَن) شرطية، و {صَبَرَ} في موضع جزم بها، والجواب {إِنَّ ذَلِكَ} وقد حذف الفاء كما زعم بعضهم (٣)، لأن الشرط بابه الإبهام، والآية نزلت في أبي بكر الصديق رضي الله عنه على ما فسر (٤).
وقوله:{وَتَرَاهُمْ يُعْرَضُونَ}(يعرضون) في موضع الحال، وكذا {يَنْظُرُونَ}، لأن الرؤية من رؤية العين، وكذا {يَقُولُونَ}، و {خَاشِعِينَ}
(١) سورة فصلت، الآية: ٤٩. (٢) انظر إعراب النحاس ٣/ ٧٠. (٣) هو أبو البقاء ٢/ ١١٣٥. وحكاه السمين ٩/ ٥٦٣ عن الحوفي. (٤) انظر معاني الفراء ٣/ ٢٥. والنكت والعيون ٥/ ٢٠٩.