عطف عليه أحسن من النصب بعد الجواب، فقولك: إن تأتني فتعطيَني أكرمْك، على معنى: إن يكن إتيان منك فإعطاء أُكرمْك، أحسن من قولك: إن تأتني أكرمْك فتعطيَني، وهما جائزان، وهذا إذا كان العاطف فاءً، وأما إذا كان واوًا فلا فرق لعدم الترتيب، فاعرفه.
وأهل الكوفة يسمونه الصَّرْف، أي: صُرِف عن إعراب ما قبله، والمعطوف على المجزوم إذا صرف عنه نُصب (١).
وقيل: المنصوب معطوف على تعليل محذوف، والتقدير: لينتقم منهم ويعلم الذين يجادلون (٢).
وأما الرفع: فعلى الاستئناف، لأنه موضع استئناف من حيث أتى بعد شرط وجزاء، أو على أنه خبر مبتدأ محذوف.
وأما الجزم: فعلى المجزوم، قيل: كأنه قال: أو إن يشأ يجمع بين ثلاثة أمورٍ، هلاكِ قومٍ، ونجاةِ قومِ، وتحذيرِ آخرين (٣).
قوله عز وجل:{فَمَا أُوتِيتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَمَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَا عِنْدَ اللَّهِ}(ما) الأولى شرطية، فلذلك دخلت الفاء في جوابها، أي: فهو متاع لكم في
(١) انظر: مذهب أهل الكوفة في معاني الفراء ٣/ ٢٤. وإعراب القراءات السبع ٢/ ٢٨٥. (٢) قاله الزمخشري ٣/ ٤٠٦. (٣) المصدر السابق.