الجمهور، وأما ما روي من أن بعضهم قرأ:(ويعفو) بالواو (١)، فعلى الاستئناف.
والجمهور على فتح لام {فَيَظْلَلْنَ}، وقرئ:(فَيَظْلِلْنَ) بكسر اللام (٢)، وهما لغتان، يقال: ظَلِلْتُ أَظَلّ، وظَلَلْتُ أظِل، غير أن فتح اللام هي اللغة المشهورة، كذا قاله أبو الفتح (٣).
و{رَوَاكِدَ} خبر {فَيَظْلَلْنَ}، أي: فتظل السفن رواكد، أي سواكن ثوابت واقفات على ظهره، أي على ظهر البحر، ومعنى {أَوْ يُوبِقْهُنَّ}: أو يهلكهن، والإيباق: الإهلاك.
قوله عز وجل:{وَيَعْلَمَ الَّذِينَ يُجَادِلُونَ} الفعل مسند إلى {الَّذِينَ}، أي: ويعلم الكفار الذين يجادلون رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وأتباعه في القرآن ويكذبونهم أن لا محيص لهم عن عقاب الله إذا عاقبهم.
وقرئ:(ويعلمَ) بالنصب والرفع، وعليهما الجمهور (٤). وقرئ:(ويعلمِ) بالكسر، على أنه مجزوم (٥)، وإنما كسر لالتقاء الساكنين.
أما النصب: فعلى إضمار (أن)، لأن ما قبله غير موجب، وذلك أنَّ ما قبله شرط وجزاء، وكل واحد منهما غير موجب، والنصب بعد الشرط إذا
(١) ذكرها الزمخشري ٣/ ٤٠٦. والقرطبي ١٦/ ٣٣ دون نسبة، ونسبها أبو حيان ٧/ ٥٢٠. وتلميذه السمين ٩/ ٥٥٧ إلى الأعمش. (٢) قرأها قتادة كما في المحتسب ٢/ ٢٥٢. والمحرر الوجيز ١٤/ ٢٢٦. والقرطبي ١٦/ ٣٣. (٣) الموضع السابق. (٤) قرأ المدنيان، وابن عامر: (ويعلمُ) بالرفع. وقرأ الباقون بالنصب. انظر السبعة / ٥٨١/. والحجة ٦/ ١٣٠. والمبسوط/ ٣٩٥/. والتذكرة ٢/ ٥٤٢. (٥) كذا هذه القراءة في الكشاف ٣/ ٤٠٦. والتبيان ٢/ ١١٣٤. والدر المصون ٩/ ٥٥٨ دون نسبة.