قبله، وبالتاء على الخطاب (١)، ويدخل فيه الغُيَّبُ فهو أعم.
وقوله:{وَيَسْتَجِيبُ الَّذِينَ آمَنُوا} يجوز أن يكون الفعل مسندًا إلى الله جل ذكره، على: ويستجيب الله دعاء الذين آمنوا إذا دعوه، فحذف المضاف. وقيل: يجيبهم إلى ما يسألونه، واستجاب وأجاب بمعنىً، وقد ذكر فيما سلف من الكتاب (٢). وقيل: التقدير: ويستجيب للذين آمنوا، كقوله:{وَإِذَا كَالُوهُمْ}(٣) أي: كالوا لهم (٤).
وأن يكون مسندًا إلى {الَّذِينَ}، على معنى: يستجيبون له بالطاعة إذا دعاهم إليها، وقد صرح ابن جبير (٥) فيما روي عنه فقال: هذا من فعلهم يجيبونه إذا دعاهم (٦).
(١) قرأ الكوفيون غير أبي بكر: (تفعلون) بالتاء، وقرأ الباقون: (يفعلون) بالياء، انظر السبعة ٥٨٠ - ٥٨١. والحجة ٦/ ١٢٨. والمبسوط/ ٣٩٥/. والتذكرة ٢/ ٥٤٢. (٢) انظر إعرابه للآية (١٨) من الرعد. (٣) سورة المطففين، الآية: ٣. (٤) انظر هذا الوجه في معاني النحاس ٦/ ٣١٢ وإعرابه ٣/ ٦٠. ومشكل مكي ٢/ ٢٧٧. والكشاف ٣/ ٤٠٤. (٥) تابعي، حبشي الأصل، أسدي الولاء، أخذ العلم عن عبد الله. بن عباس رضي الله عنهما، قال عنه الإمام أحمد: قتل الحجاج سعيدًا وما على وجه الأرض أحد إلا وهو مفتقر إلى علمه. قتل سنة خمس وتسعين. (٦) انظر قول سعيد رحمه الله في الكشاف ٣/ ٤٠٤. وحكاه الطبري ٢٥/ ٢٩ عن بعض أهل العربية. وهو قول الأخفش في معانيه ٢/ ٥١١.