قوله عز وجل:{أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا} في {أَمْ} وجهان:
أحدهما: هي المنقطعة.
والثاني: هي المتصلة، وهي المعادلة لهمزة الاستفهام وهي محذوفة، والتقدير: أيقبلون ما دعوتهم إليه من صلة رحمك، ويقرون بأن القرآن كلام الله، أم يقولون افترى على الله كذبًا، وليس هو من عند الله؟ وقوله:{فَإِنْ يَشَإِ اللَّهُ يَخْتِمْ عَلَى قَلْبِكَ} هذا هو الوقوف، لأن الذي بعده منقطع مستأنف، وهو قوله:{وَيَمْحُ اللَّهُ الْبَاطِلَ}، وليس بمجزومٍ بالعطف على ما قبله، (ويمحو) بالواو، وإنما حذفت في الإمام مصحف عثمان رضي الله عنه كما حذفت في قوله:{وَيَدْعُ الْإِنْسَانُ بِالشَّرِّ}(١) وقوله: {سَنَدْعُ الزَّبَانِيَةَ}(٢) وهي في حكم الثبات لأنها سقطت من اللفظ لالتقاء الساكنين، وقد حكي أنها مثبتة في بعض المصاحف، فاعرفه (٣).
وقوله:(ويَعْلَمُ ما يَفْعَلُونَ) قرئ بالياء النقط من تحته لقربه من ذكر العباد
(١) سورة الإسراء، الآية: ١١. (٢) سورة العلق، الآية: ١٨. (٣) انظر الكشاف ٣/ ٤٠٤.