أحدهما: محله الرفع لكونه القائم مقام الفاعل، على: ما يوحَى إليّ إلَّا هذا، وهو أَنْ أُنْذِرَ وأُبَلِّغَ ولا أُفَرِّطَ في ذلك.
والثاني: محله النصب لعدم الجار، وهو اللام، والتقدير: ما يوحَى إليّ إلَّا لأنما أنا نذير، أي: إلَّا للإنذار، فحذف الجار وهو غير مراد، فانتصب بإيصال الفعل إليه، أو الجر على إرادته على الخلاف المشهور المذكور في غير موضع (١)، والقائم مقام الفاعل على هذا {إِلَيَّ}.
وقرئ:(إِنَّما) بالكسر (٢) على الحكاية، أي: ما يوحى إليّ إلَّا هذا القول، وهو أن أقول لكم: إنما أنا نذير مبين، ولا أَدَّعِي شيئًا آخر.
قوله عزَّ وجلَّ:{إِذْ قَالَ رَبُّكَ}(إذ) بدل من {إِذْ يَخْتَصِمُونَ}، وقيل: هو معمول {يَخْتَصِمُونَ}، أي: يختصمون حين قال (٣). و {مِنْ طِينٍ} يجوز أن
(١) يعني الخلاف بين سيبويه وشيخه الخليل، انظر إعرابه للآية (٢٥) من البقرة. (٢) قراءة صحيحة لأبي جعفر وحده من العشرة. انظر المبسوط / ٣٨١/. والنشر ٢/ ٣٦٢. والإتحاف ٢/ ٤٢٤. (٣) معاني النحاس ٦/ ١٣٥ - ١٣٦. وقدمه القرطبي ١٥/ ٢٢٧. واقتصر الزمخشري ٣/ ٣٣٤ على الأول. وجوز ابن عطية ١٤/ ٥٠ أن يكون المعمول: واذكر إذ قال. ولم يذكر العكبري ٢/ ١١٠٢ غير هذا الأخير.