وقوله:{إِنَّ ذَلِكَ لَحَقٌّ تَخَاصُمُ أَهْلِ النَّارِ}(لحق) خبر {إِنَّ} أي: كائن واقع لا محاله، ثم بين ما هو فقال: هو تخاصم أهل النار. وقيل: هو خبر بعد الخبر. وقيل: بدل منه. وقيل: عن {ذَلِكَ}(١)، تعضده قراءة من قرأ:(تخاصمَ أهل النار) بالنصب (٢)، والمعنى: إن ذلك الذي أخبرناكم به وحكينا عنهم واقع لا محالة، وليس ذلك بتشبيه ولا ضرب مثل.
قول عزَّ وجلَّ:{رَبُّ السَّمَاوَاتِ} يجوز أن يكون بدلًا منه (٣)، وأن يكون خبر مبتدأ محذوف، أي: هو رب، ويجوز نصبه على المدح.
وقوله:{قُلْ هُوَ نَبَأٌ} ابتداء وخبر. و {عَظِيمٌ} من صفة الخبر. وكذا {أَنْتُمْ عَنْهُ مُعْرِضُونَ}، الجملةُ في محل الرفع على أنَّها صفة بعد الصفة، {أَنْتُمْ} مبتدأ، و {مُعْرِضُونَ} خبره، {عَنْهُ} من صلة الخبر، والضمير الذي {هُوَ} هو للمخبر عنه، أي: هذا الذي أخبرتكم به من كوني رسولًا منذرًا وأن الله واحد لا شريك له خبر عظيم جليل القدر لا ينبغي لذي لُبٍّ وعقل أن يحيد عنه.
وقوله:{إِذْ يَخْتَصِمُونَ {إِذْ} ظرف لـ {عِلْمٍ} ومعمول له.
وقوله:{إِنْ يُوحَى إِلَيَّ إِلَّا أَنَّمَا} الجمهور على فتح (أَنما)، وفيه وجهان:
(١) انظر هذه الأوجه في إعراب النحاس ٢/ ٨٠٣. ومشكل مكي ٢/ ٢٥٥. (٢) هو ابن أبي عبلة وآخرون. انظر المحرر الوجيز ١٤/ ٤٨. وزاد المسير ٧/ ١٥٣. والبحر ٧/ ٤٠٧. (٣) أي من لفظ الجلالة في {وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلَّا اللَّهُ}.