و (أَعْهِد) بكسر الهاء (١)، وقد جوز أبو إسحاق فيه وجهين: أن يكون من باب فَعِل يَفْعِل بالكسر فيهما كَنَعِمَ يَنْعِمُ، وأن يكون من باب فَعَل يفعِل بفتح العين في الماضي وكسرها في الغابر، كَجَذَبَ يَجْذِبُ (٢).
وقوله:{وَأَنِ اعْبُدُونِي} عطف على {أَنْ لَا تَعْبُدُوا} داخل في ضمن العهد.
وقوله:{وَلَقَدْ أَضَلَّ مِنْكُمْ جِبِلًّا} في {جِبِلًّا} لغات: (جُبُلًا) بضمتين مع تخفيف اللام، و (جُبْلًا) بضمة وسكون، و (جِبِلًّا) بكسرتين وتشديد اللام، و (جُبُلًّا) بضمتين وتشديد اللام، و (جبْلًا) بكسرة وسكون، وهذه كلها لغات بمعنى الخَلْقِ، وقد قرئ بهن جُمَعَ (٣).
قوله عز وجل:{وَتُكَلِّمُنَا أَيْدِيهِمْ وَتَشْهَدُ} الجمهور على رفع الفعلين عطفًا على {نَخْتِمُ}، وقرئ:(ولِتُكَلّمَنا أيديهم ولِتَشْهَدَ) بلام كي في الفعلين والنصب (٤) حملًا على محذوف دل عليه {نَخْتِمُ}، أي: ولذلك ختمنا على
(١) رواية أخرى لابن وثاب كما في المحرر الوجيز الموضع السابق. (٢) انظر معاني الزجاج ٤/ ٢٩٢. (٣) أما القراءات المتواترة منها فهي: (جِبِلًّا) بكسرتين وتشديد اللام، وبها قرأ المدنيان وعاصم. و (جُبْلًا)، وبها قرأ أبو عمرو وابن عامر. و (جُبُلًا) وبها قرأ حمزة، وابن كثير، والكسائي، وخلف، ورويس عن يعقوب. و (جُبُلًّا) ليعقوب برواية روح وزيد. انظر السبعة/ ٥٤٢/. والحجة ٦/ ٤٤. والمبسوط/ ٣٧٢/. والتذكرة ٢/ ٥١٤. وانظر بقية القراءات في مختصر الشواذ ١٢٥ - ١٢٦. والمحتسب ٢/ ٢١٦. والمحرر الوجيز ١٣/ ٢١٠. (٤) هي قراءة عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه-، وطلحة. انظر معاني الفراء ٢/ ٣٨١. ومعاني النحاس ٥/ ٥١٢. والمحتسب ٢/ ٢١٦. والمحرر الوجيز ١٣/ ٢١١. وزاد المسير ٧/ ٣١.