وقوله:{مَا خَلْقُكُمْ وَلَا بَعْثُكُمْ إِلَّا كَنَفْسٍ وَاحِدَةٍ} محل الكاف الرفع لأنها خبر المبتدأ الذي هو {خَلْقُكُمْ}، أي: إلا مثل بعث نفس واحدة، فحذف المضاف.
قوله عز وجل:{بِنِعْمَتِ اللَّهِ} يجوز أن يكون الباء للحال، وذو الحال المنوي في {تَجْرِي} الراجع إلى الفلك، وأن تكون للسببية، فتكون من صلة {تَجْرِي}، أي: تجري بسبب نعمة الله.
وقرئ:(بِنِعْمَاتِ الله) بالجمع مع إسكان العين (٢)، ويجوز فتحها وكسرها مع كسر الفاء، وذلك أن ما كان على فِعْلة ففي جمعه ثلاث لغات: فِعِلَات وفِعَلات وفِعْلَات، نحو: سِدْرَة وسِدِرَات وسِدَرَات وسِدْرات.
والجمهور على إسكان لام الفلك وهو المشهور في اللغة، وقرئ: بضمها (٣)، قال أبو الفتح: حكى أبو الحسن عن عيسى بن عمر قال: ما سُمِعَ أو قال: مَا سَمِعْنَا فُعْل إلا وقد سمعنا فيه: فُعُل، فقد يكون هذا منه أيضًا، انتهى كلامه (٤).
(١) انظر كلام أبي علي هذا في الحجة ٥/ ٤٥٩. (٢) قرأها الأعرج، والأعمش، ويحيى بن يعمر. انظر مختصر الشواذ / ١١٧/. والمحتسب ٢/ ١٧٠. والمحرر الوجيز ١٣/ ٢٥. والقرطبي ١٤/ ٧٩. (٣) نسبها أبو الفتح ٢/ ١٧٠ إلى موسى بن الزبير. وانظر المحرر الوجيز ١٣/ ٢٥. والبحر المحيط ٧/ ١٩٣. (٤) المحتسب الموضع السابق.