فإذا فهم هذا، فقوله جل ذكره:{وَهْنًا} مصدر في موضع الحال إما من الهاء في {حَمَلَتْهُ} على قول مَن جعله مِن صفة الولد، على معنى أن يكون نطفة، ثم علقة، ثم مضغة على ما فسر (٢)، أي: واهنًا، أو ذا وهن، أو موهونًا. أو من: الأُم (٣) على قول من جعله من صفتها، أي: واهنة، أو ذات وهن، أو موهونة، على معنى: أنها في أول حملها تضعف بعض الضعف، ثم يتزايد ضعفها مدة الحمل، لأن الحمل كلما ازداد وعظم، ازدادت ثقلًا وضعفًا، وقد جوز أن يكون ظرفًا على معنى: في وقت بعد وقت (٤).
وقال أبو جعفر: هو مفعول ثانٍ لـ {حَمَلَتْهُ} على تقدير حذف حرف الجر، أي: حملته بضعف (٥)، وهذا ليس بشيء عند المنصف المتأمل، لوجود الضعف مدة الحمل متزايدًا وناقصًا.
(١) لطرفة بن العبد، وصدره: وإذا تَلْسُنُنِي أَلْسُنُها ... . . . . . . . . . . . . . وانظره في الصحاح واللسان (وهن). و (لسن). والقرطبي ١٦/ ٢٥٥. (٢) انظر النكت والعيون ٤/ ٢٣٤. (٣) حُرِّفت في المطبوع إلى (الأمم)، وشرحه في الهامش بأنه الشيء الهين، وهذا لم يقله أحد. والمعنى على ما أثبته. والمؤلف يتحدث عن صاحب الحال فقال: إما من الهاء في (حملته) أو من الأم (أمه). (٤) انظر التبيان ٢/ ١٠٤٤. (٥) انظر إعراب القرآن لأبي جعفر النحاس ٢/ ٦٠٣ وتابعه في هذا الإعراب مكي في المشكل ٢/ ١٨٣. وابن الأنباري في البيان ٢/ ٢٥٥.