قوله عز وجل:{وَلَقَدْ آتَيْنَا لُقْمَانَ الْحِكْمَةَ أَنِ اشْكُرْ لِلَّهِ}(لقمان) اسم أعجمي، والمانع له من الصرف العجمة والتعريف مع ما في آخره من الزائدتين (١)، ومن قال أنه فعلان من اللقم (٢)، فحكمه حكم عثمان في منع الصرف.
و{أَنِ} هي المفسرة بمعنى أي، [أي] وقلنا له أن اشكر لله. وعن أبي الحسن: أمرناه بأن يشكر لله (٣). وقيل:{أَنِ اشْكُرْ لِلَّهِ} بدل من الحكمة، كأنه قال: ولقد آتيناه الشكر لله.
وقوله:{وَمَنْ يَشْكُرْ}(مَنْ) شرطية في موضع رفع بالابتداء، والخبر فعل الشرط وهو {يَشْكُرْ}، أو الجواب وهو {فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ}، على الخلاف المشهور المذكور في غير موضع.
وقوله:{وَإِذْ قَالَ}{إِذْ} يجوز أن يكون ظرفًا للإيتاء، أي: ولقد آتيناه الحكمة إذ قال، لأن هذه الموعظة حكمة، وهو قول أبي إسحاق رحمه الله (٤). وأن يكون منصوبًا بإضمار فعل، أي: واذكر إذ قال، فيكون مفعولًا به وهو الوجه، لأجل العاطف الذي معه.
وقوله:{وَهُوَ يَعِظُهُ} الواو للحال. {يَابُنَيَّ} تصغير على سبيل الشفقة والمحبة، وقد مضى الكلام على ما فيه من صنعة الإِعراب في "هود"(٥).
(١) يعني الألف والنون. (٢) انظر التبيان ٢/ ١٠٤٤. (٣) انظر معاني الأخفش ٢/ ٤٧٧. (٤) معانيه ٤/ ١٩٦. (٥) عند إعراب الآية (٤٢) منها.